Search This Blog

Friday, May 29, 2020

الشفق



كان الهلال عيناً ناعسةً تقاوم النوم ,بينما عيناه نجمتين يقظتين و فرشاته ذيل قطة تتمسح بدلال في لوحة رسمه .
و بخلاف واقع الليل , كانت لوحته مشرقة بشمس و بامرأة ببهائها أو بأكثر و شعرها بصفرتها و عينيها بزرقة تنساب بحراً هادئاً خلفها و زبد أمواجه يزدان ببعض بياض جلدها الجليدي .
كان غارقاً في كونه الذي يخلقه بفرشاة تعكس أحلامه ,متناسيا طعامه و شرابه الذي كان ساخناً فبرد,وطازجا فيبس غير آبهٍ لبرد في عظامه قد نخر و في لحمه الذي يرتعش .
لذا كاد قلبه أن يصمت عن دويه وقتما همست في أذنه
– ما أجملها, أهي حبيبتك ؟
فالتفت نحوها تاركا فرشاته تسقط بين العشب
فكه امسي بثقل أطنان و هو يحاول إغلاقه !
و عندما أغلقه أعاد فتحه بدون كلام ليتأكد من عودته للعمل
ثم قال يدون تفكير
كيف خرجت من خيالي و من اللوحة , ثم أدرك سخافة كلامه , فاستطرد :
أعني من أنت و من أين أتيت ؟؟
و ألقي نظرة علي اللوحة ليتأكد من أن الفتاة المرسومة مازالت عليها .
رنت ضحكتها و هي تتابع عينيه المتقافزتين بينها و بين اللوحة
– أأنا هي ؟!
– ليتك بل ليتها
ابتسمت بزاوية فمها بينما عنقها تميل برأسها الي كتفها الأيسر
اذا أنت تدعوني للدخول الي لوحتك أم تدعوها للخروج من أحلامك ؟
.
كانت الشمس قد استيقظت و معها الحياة , مما أعاده الي عالم الواقع

متأملا الشروق , غائبا في نسائم الفجر , وروائح زهور غابات عالم ماوراء الليل , ألقي عليها اسئلته كأنها أمطاراً
– من أنت ؟
من أين أنت ؟
كيف جئت ؟؟
.
يتبع
بقلم لورانس و وليم

No comments: