Search This Blog

Sunday, January 17, 2021

اسطورة أبو الريش ج 2

 ج1

أنا , من هو عسيرٌ أن تعرفه , من قوته الأعظم , لأن الانسان  لا يدركها , الانسان  يري خير الشمس  الأًخْيَر 
وأيضا شر الشرير اللانهائي
باسيليدس السكندري : سبع عظات الي الموتي

 

 is the god whom it is difficult to know. His power is the very greatest, because man does not perceive it. Man sees the summum bonuum (supreme good) of the sun, and also the infinum malum (endless evil) of the devil

Basilides of Alexandria : Septem Sermones ad Mortuos

****************
كنت غارقا لأذني في حديث مهم جدا و عميق حول لماذا تفسد الأشياء عند زيارة جارتها  أم فلان  لها
لماذا يمرض الأطفال عندما تراهم 
طبعا أثبت العلماء أن عين الحسود فيها عود يا حلاوة  و لن تقتنع محدثتي بغير الحسد  تفسيرا
الي أن أنقذني منها مشرقي 
مشرقي المغوار الوسيم كأبطال الإغريق  , فقط لو كان أبطال الإغريق يرتدون جلبابا  و لهم كرشٌ و أثداء كالنساء و يحوط بأفواههم بضع شعيرات  علي سبيل ما يسمونه ذقن  دوجلاس

كان كأقرانه من قريته و ما يجاورها من قري كفر الشيخ يعمل شئ ما في أسبانيا   ربما يجمع الزيتون أو يصارع الثيران  أو يصنع سفن الفضاء هناك 
لا فارق ففي النهاية  يعود الي مصر ببضع يوروهات تتحول بمعجزة ما الي ثروة كبيرة حسب قيمة الجنية البلحاوي
******
ملأ أذني بكثير من الشكوي عن متاعب الغربة و صعوبة الحياة في أسبانيا ... الخ كل هذا الهراء الذي يقوله العائدين من ( جحيم ) الحياة في الخارج 
و الأهم  ملأ جيوب فاروجيتي بتلك الأوراق الجميلة التي  بخور عنبرها قد فاح و ملأ كل الأقطار

كان يكثر التردد علي الكنيسة و مكتبة الكنيسة  , لعله وجد كنزا  ما في المكتبة   لأنه كان يقضي الساعات في المكتبة  و لكنها لم تكن تتضايق ولا  تمانع  - تاسوني نوال طبعا لا المكتبة 

عندما تكرر الأمر كثير قررت أن اقضي معهما بعض الوقت  لكنها  سيدة الحسد كما تعلمون 
جارتها تحسدها و تكرهها و تضع لها السحر في شوربة الكوارع 

******
she walks in beauty
like a starlit sky

كانت تهيم  في ملابس تكريسها كمشي السحابة لا ريث و لا عجل  و معها الكثير من الأعين , فها عينان يتابعانها و عينان تغطي تفاصيلها  و تفترسها عينان آخرين

فهي التي يقوم حولها ابونا برسوم و الأخ مشرقي أحدهما يذهب ليجئ الآخر

*********

كنت غارقا  في الصلاة لأجل طفل مريض سرطان دم و كان عرقي يتزايد  و الأرض تدور أسفل قدمي
ألعلها حالة الدهش .
لم أعرف إلا و صوت  بيب بيب  رتيب في أذني
إلا و قناع فوق فمي و أنفي
إلا  وصوت ممرضة تعلن أنني فُقت أخير

إنها الجلطة أيها السادة

و انزلقت ثانية الي ما وراء ستار الوعي

******



 لا تخف لأني معك لا تتلفت لأني  قد أيدتك .
لأنك نافع لي جدا


قال لي
ستنجو , و ذهابا معهم الي لندن ستذهب 


يتبع 
بقلم لورانس و وليم 



 

Monday, January 11, 2021

اسطورة ... ابو الريش ج1


0
 كيف فعلتها . صاح أزموداوس بصوته الصدئ: من رؤسه الثلاثة معا وهذا دليل علي شدة حماسه
ربت بهيموث  علي كرشه الضخم محركا خرطومه   في شبق
ثم تساءل كيف فرقتهما
نفشت ريشي و في فخر رفعت رأسي كأني علي وشك الصياح للفجر
 وقلت إنني أبو الريش
 و معجزاتي تملأ التاريخ

1



ارتديت فاروجيتي  السوداء التي تجعلني فاتنا
التي تجعلني وقورا مهيبا  ناسكا 
ورششت قليلا  من العطر الذي ارسلته لي  احدي بناتي في الكنيسة من   باريس حيث تعيش مع زوجها المهاجر هناك
توقفت في حيرة  امام احذيتي  فايها  اختار   
فقد كنت قبل الكهنوت اختار بين الكثير من الملابس باختلاف انواعها و اشكالها و الوانها 
اما الآن فالاختيارات  في حدها الادني 
بين جلباب و جلباب  آخر 
بين اللون الاسود و اللون الاسود الآخر 
فقط  الاحذية و بعض الاكسسوارات كالساعات و الصلبان و سلاسل المفاتيح بالاضافة لسياراتَيِّ  هي وسائلي للتغيير و التعبير عن اناقتي
يا لها من تضحية في سبيل المسيح    
اخترت  الصليب الجلدي  - رمز الموت عن العالم  - و تركت الذهبي للاعياد و الفضي للبرامج الفضائية و التقطت سلسلة مفاتيح  سيارتي  الحديثة التي اهداها لي    ارخن فاضل من  رجال الاعمال  محبي الإله و الكنيسة 
بمناسبة حصوله علي تصريح الزواج الثاني 
فهذا المسكين  تزوج زوجته الاولي  و اكتشف بعد شهر  - ثلاثين يوما  -- انها مريضة بمرض عقلي 
فقام بواجبه - هذا الارخن الفاضل - و ارسلها الي مصحة نفسية  شهيرة خاصة  مملوكة لطبيب نفسي شهير و دفع الكثير من الاموال في سبيل علاجها
و لجأ الي نيافة  الاسقف القديس و المجلس الاكليريكي لاتخاذ اللازم من اجراءات بطلان الزواج و تصريح الزواج الثاني
  اثناء مروري بمرآة النيش في طريقي الي الباب  خيل الي ان هناك  شاب وسيم حليق يسير خلفي 
فنظرت خلفي فلم اجد احدا  و اعدت النظر الي المرآه فلم ار  إلا الصالون الفخم الذي تبارك بزيارات الكثير من الاباء القديسين و الاراخنة المحبي للكنيسة ووجهي الشائب الوقور  فقلت لنفسي لعله الارهاق  ومضيت في طريقي الي كنيستي و خدمتي
 
************
أنهيت خدمتي و عدت الي منزلي الدافئ جائعا متعبا ارتجف من البرد
التهمت عشاءا خفيفا اعدته لي زوجتي فشكرتها و تركتها لمهام غسل الاواني و ارتديت ملابس النوم و القيت نفسي علي فراشي الدافئ
***********
و فيما يري النائم 
رأيت نفس الوجه المريح المضئ علي جسد شاب مجنح  يبتسم لي  و يقول انا سعيد بخدمتك و عملك في الكنيسة و تعبك فيها ولأجلها  لذلك سأكون معك اسندك و اعضدك و اقويك
و اختفي و استيقظت

  متحيرا أقول ما هو هذا  
و عدت الي نوم دافئ هانئ بلا احلام  هذه المره 

************
استيقظت و قمت بطقوس  صباحي الرتيبة  و اثناء تناول الافطار تلقيت مكالمة تنبئني  بقدوم فريق تصوير  قناة اغابي  لنقل قداس الاحد من  كنيستي 
اذا  فلاستعد لتقديس قدسية هذا القداس المقدس  

***************
رأيته ثانية 
مبتسما هو  و كالعادة شديد الجمال و الوسامة 
لم ينطق  , لم يفتح  شفتيه الشهيتين كحبتي  كرز
فقط  مد  يده و انتزع  ريشة  من جناحه الايمن  و اعطاها لي 
و تلاشي الحلم  كندي  و مطر 
و قرع  جرس  عفوا منبه  موبايلي  برنين  جرس كنيسة 
شبه  يقظ نصف نائم  ربع  واعي   بدأت  قدماي رحلة استكشاف الارض بحثا عن خفي المنزلي  الي ان وجدتاه
ثم استكملت  باقي طقوس صباحي 
حمام  فقراءة صلواتي  و قراءاتي 
ثم افطار بسيط
و بعده جلست في مكتبي لتحضير  عظة قداس الاحد 
حيث  لا يقطع خلوتي الا دخول زوجتي  بمشروب ما   من حين لآخر
 
تك تك تك 
و لذلك  قال اغسطينوس كل م
و لم اضغط حرف ال م الثاني في الكلمة  حيث دخلت زوجتي حاملة  صينية  عليها  مج النيس كافيه  و كنت حقيقة اعاني من  اعراض مرض نقص  كافيين الدم المتعدد الحاد  -  لو كان هناك مرض  بهذا الاسم  -  فنظرت اليها مبتسما  أولا ثم  متعجبا ثانية 
فهي لم تعتاد ان تضع فرشة التنظيف  علي صينية المشروبات
ثم مذهولا ثالثا  ففرشة التنظيف التي لدينا ريشها  خشن و ملون  و متعدد 
و ليس ريشة ضخمة  بيضاء  لامعة كأنها  منتوفة من جناح ملاك 
هل قلت  من جناح ملاك 
  و بطريقة  الافلام العربي القديمة 
قفز  حلم البارحة الي ذاكرتي بطريقة الفلاش باك الشهيرة 


****************
يوم الجمعة ذهبت الي   القداس فوجدت تجمع من الشمامسه و الافراد المُبَكِرِين حول شئ ما في يد احدهم
سجدت امام الهيكل بوقاري الكهنوتي و صليت و قبلت المذبح  و خرجت لاستفهم  قبل بدء صلاة رفع بخور باكر 
فوجدتها  مجرد ريشة اخري  ريشة بيضاء  ضخمه اخري  وجدها  احدهم مع قربانة و بضع قطرات مياه فوق المذبح الجانبي 
وطبعا التفسير  الجاهز فوق الافواه  و داخل الجماجم 
الاباء السواح  صلوا قداس علي المذبح  الجانبي 
و كالعادة  خرجت الموابيلات من الجيوب  و العديد  من الصور 
و لايقاف كل هذا اللغط 
صحت  " جاهز يا معلم  ...يلا يا شمامسه "
ⲉⲗⲉⲏⲥⲟⲛ ⲏⲙⲁⲥ Ⲟ Ⲑⲉⲟⲥ  Ⲟ ⲡⲁⲧⲏⲣ Ⲟⲡⲁⲛⲇⲟⲕⲣⲁⲧⲟⲣ
اليسون ايماس او ثيؤس اوباتير او باندوكراتور 
و بدأت الصلاة  مع الكثير من النظرات اللوامة الشديدة و احيانا التنبيهات بعدم الحديث اثناء الصلاة 
وأخيرا قلت في ارتياح   
امضوا بسلام سلام الرب يكون معكم 
ليبدأ يوما مزدحما
 
**************
في المكتب كان  قدس ابونا بولا قد انهي قداس الاطفال  و ينتظر معرفة التفاصيل 
ناديت الفراش و المعلم و الشمامسة المبكرين باختصار شهود عيان الواقعة 
و ارسلت احدهم ليحضر  إفطارا  لنا جميعا من الكانتين
ببساطة كثير من الكلام و إزدراد الطعام و الحماس و بريق في العيون بما يشبه حالة الاورجازم الروحي
وتم تسجيل كل الكلام  في ورقة ضخمة خلاصة  ما فيها
عم عوض الفراش  فتح الكنيسة في الساعة السادسة و نصف لتجهيزها للقداس "و عند دخوله للهيكل  الجانبي وجد المذبح الجانبي مبللا بماء كثير و عليه قربانه و بجوارها ريشه  و بعد  هذا اتي المعلم روماني  و بعده  الشمامسة المذكور اسماءهم ادناه  و شاهدوا الواقعة
     
 لمعة  تنير عيني  ابونا بولا الضيقتين مما جعلهما اقرب لكشافي ليزر
رطب  شفتيه بلسانه- دلالة علي حماسه الشديد  - و صاح   
يا ابونا ميصائيل حد بلغ سيدنا  بالموضوع 
فقلت  :لسه  , قلت نشوف الاول الموضوع بجد  قبل ما نزعجه 

فقال  :يرفع الأمر الي  نيافته و الي نيافته يرفع الأمر 
و انهينا الاجتماع بتوثيقه كتابة و جمع كل المواد المختصه بالموضوع من صور و فيديوهات ووضعها علي كومبيوتر المكتب  في مجلدات منفصلة خاصة بمصدر كل  صورة او فيديو 
والي نيافته  ... رفع الامر

*************
اتصلت  بنيافته   لاعلمه بالتفاصيل 
و انتهت المكالمة بمجئ نيافته في زيارة مفاجئة في قداس الاحد القادم " الذي يتصادف ايضا  ان قناة اغابي  ستذيعه  مباشر من كنيستنا  "
يوم  جمعه عادي  أو  كان  ليكون عاديا  مدارس احد - افتقاد - اجتماع خدمه و يختلف فقط  بكثير من الهمهمة و الحديث  حول الريشة و القربانه
و بعد اجتماع الخدمه  وقفت مع بعض خدام  يسألون و اجيب  كالمعتاد 
و قطع كلامنا  اصوات بدأت تتعالي تدريجيا 
من احاديث  الخدام  في حوش الكنيسة الي اصوات عالية 


*****************
القصة المتكررة
اضواء مبهرة تتحرك  بين المنارتين  - برق يسطع و هذه  ظاهرة طبيعية  تماما  لكن الغير طبيعي الا يعقبه رعد  و ألا تكون هناك امطار 
حمام ضخم  ابيض يطير ليلا  
.....الخ  تلك التفاصيل التي تحدث في كل ظهور 
و كالعادة مكالمة اخري  لصاحب النيافة 
و آلاف الصور و الفديوهات  بواسطة هؤلاء المؤمنين شديدي الحماسه 
تركت قدس ابونا  بولا  في وسط  كل هذا الجو الروحاني الرائع    متعللا بتعبي و ارهاقي خاصة اني ادرك انه  يعشق هذا الجو
 
*****************
نمت و استيقظت و إذ بغتة   صارت  قريتنا المجهولة بأسمها المثير للسخرية شهيرة  علي الفضاء الالكتروني بل و المطبوع ايضا
ظهورات  كفر السماوي  :جريدة صوت اللمة
تجمهر آلاف المسيحيين باحدي القري  ....جريدة النوم الساقع
الحق شوف الاباء السواح عملوا ايه فين .... منتديات الحاج طلال
نيافة الانبا $$$^% مطران  @$# و *^^ يعلن ان هذه الظهورات خدعة شيطانية 
قدس ابونا ^%%$$  الظهورات دية تعزية سمائية  ورسالة  للكل علشان يتوب 
فضيلة الشيخ  *^$$* بن #@@ قساوسة  النصاري يستعملون السحر و الجان لخداع البسطاء و السذج
الدكتور وفيق  عماشة  الظهورات دية مؤامرة ماسونية لالهاء الناس  ده مشروع  امريكي اسمه the blue beam بلو بيم   الشعاع الازرق  بيبثوا صور من الاقمار الصناعية  علشان يغيبوا عقول الناس 

بالاضافة طبعا  لآلاف الصفحات و الجروبات و المنتديات و الصفحات الشخصية و الهاشتاجات
بعناوين  روحانية  من نوعية 
شير صور  ظهورات كفر السماوي علشان غيرك  ياخد بركه 
يارب الي يشير  صورة  الظهور  جده   يحترف كورة  في نادي مانشيستر يونايتيد

متي  وصلتهم الأخبار  كيف صارت كل الطرق تؤدي الي كفر السماوي وكل هذا خلال بضع ساعات
*********************
 رنين  مزعج صادر من الهاتف الارضي القابع فوق مكتبي  كراهب  صامت  قرر ان يترك  طقسه الرهباني  و يقطع علي جولتي الصباحية بين الاخبار 

انه ابونا بولا  - ألا ينام  بعد ليلة امس ؟!!؟-- يبشرني و يالها من بشارة  بمجئ اتوبيسي رحلات  و قداس مفاجئ سيصليه مع الزوار  وعن وصول لجنة من مجمع اباء  المطرانية  لوضع تقرير عن هذه الظهورات ورفعه لصاحب النيافة  و كلها اشياء متوقعه  و لكن ليس بهذه السرعة ليس قبل ان اتناول  افطاري اولا
*******************
ارتديت فاروجيتي السوداء التي تجعلني فاتنا  وصليبي الجلدي  الذي يجعلني  ناسكا  زاهدا  و هرولت الي الكنيسة 
و هناك  فوجئت بالاخ رضا  يستقبلني  و يستقبل يدي ليقبلها  و هو يقول  شيئا  ما عن  انتهاء محتويات الكانتين  ورغبته في اموال اضافية لشراء  كميات اكبر  لتفي باحتياجات الزائرين
قاطعته :اي زائرين  انهم مجرد اتوبيسا
و ظل فمي مفتوحا عند حرف الالف  و  لم ينطق ال "ن "
......
و بينما يدي تتنقل من فم مقبل الي آخر و صليبي الفضي من شفاه زائر الي  أخر    صاح  رضا  و بالمرة نشتري حاجات للمكتبة 
و بمعجزة ما  استطعت  دخول المكتب  و فتحت الخازنه الحديدية  و اعطيته  مبلغا ضخما  للكانتين و المكتبه 
و ارسلت معه  شكري السائق  و قيدت المبلغ في دفاتر الحسابات 
و خرجت لاتابع هذا السيرك المنصوب في الحوش 
*******************************
  وكان نهارا مزدحما  و طويلا  مليئا بمرضي يريدون شفاءا سريعا و فقراء يريدون اغتناءا سهلا سريعا
و الكثير من الباحثين عن حلول سهلة سريعة  و الناظرين الي اعلي بحثا عن بضع اضواء و كرات مضيئة وطيور بيضاء ,حيث  وحين يجب ألا تطير , فتحججت  بقداس الغد مع الاسقف وقناة  اغابي و هربت الي فراشي
******************************
قام  عوض  بضرب الجرسين معا  احتفالا  بمجئ صاحب النيافة و استدعاءا للشعب ليكون في شرف استقباله
فذهبت الي الكنيسة حيث استقبلني مولد ضخم من باحثين عن يدي لتقبيلها و فريق عمل اغابي بمعداته التي يصفونها بعناية  ونساء مولولات طلبا  لمعجزة ما
بحثت بعينيي عن المعلم روماني  فوجدته في ركن الكنيسة مع بعض الزوار يعمل تمجيدا ما
فبدأت صلاة باكر ريثما ينتهي ويصلي معي صلوات رفع بخور باكر و اثناء ذلك بدأ الشمامسة يتوافدون باعداد ضخمة متوقعة لسببين بديهيين مجئ الاسقف و معرفتهم بنقل القداس علي قناة اغابي بالاضافة طبعا للشمامسة من الزوار
و كالعادة توافد نصف كهنة الايبارشية
بالاضافة الي العبيد المشتاقين المفضلين الجلوس علي اعتابه


"فحيثما  توجد الجثة هناك تتجمع النسور "

******************************
انهيت صلوات رفع بخور باكر و جلست في انتظار نيافته ليبدأ صلوات القداس 
و بعد نصف الساعة صار رنين الأجراس  هوذا الاسقف قد اتي  فاخرجوا لاستقباله 
فبدأ مراثون الكهنة و الشمامسة 
اينا اسرع و اكثر حماسة لنوال شرف تقبيل اليد الطوباوية المباركة  و بما يخالف نواميس الرياضة  الراسخة  كان  اسرعنا اليه
وكان  اقربنا منه هم اكبرنا كروشا و مؤخرات و اعظمنا وزنا واصحاب اكبر بروزات

"منا منا تقيل فرسين " 

****************************
استمر  رنين الاجراس طوال فترة جلوسه في السيارة المرسيدس  السوداء متلقيا من افواهنا "كهنة و شمامسة و شعبا " علي يديه آلاف القبلات
و لم تنتهي إلا عندما بدأ  المعلم  روماني بتنظيم صفوف الشمامسة  و بدء الحان طقس استقبال الاسقف
اك ازماروؤت اليثوس 
مبارك بالحقيقة 

هيتين نو افكي انتي بين يوت ات طايوت ان ارشي ايرفس بابا  افا تاوضروس نيم بين يوت ان ايبيسكوبوس افا ياكوب    ايبشويس آري اهموت نان  ام بي كو ايفول انتي نين نوفي 

.....................
مبارك بالحقيقة

***********************************
وكانت عظة القداس  رائعة جداا  تتحدث عن التواضع و الهروب من المجد الباطل
عن عدم الاهتمام  بالمناصب واصحابها  عن الهروب من الرياء و الفريسية  و سطحية التدين 
و اكد  علي السطحية عدة مرات

كان بالفعل قداس  يعبر عن عمق الحياة القبطية

......................
اك ازمارؤوت
**************************************
  انهي نيافته القداس  و اتجه الي مائدة الاغابي البسيطة المقامة لاستقباله ثم  اتجه الي المكتب لمقابلة اصحاب المشاكل

كان يوما طويلا 
وكان مساء 
و رأيت  ان كل ما صنعته فيه كان حسنا 
خاصة ان قناة اغابي  جعلت  اجزاء من هذا القداس  وخصوصا عظة نيافته  فقرات يومية تتكرر و فقرات ربط بين البرامج

*************************************
ومضت عدة اسابيع ما بين مجاميع مطاردي المعجزات نهارا  و الظهورات و الريش  و الشاب الوسيم  ليلا
لم يحدث جديد  الا بعض الهمس  في اذني  يخبرني صوت ما  بتفاصيل  مشكلة يقصها احدهم 
وكان مختصرا مقتضبا به فقط  نصائح
ادهن هذا بالزيت  -  صلي له اوشية المرضي -- قل له ان يفعل كذا  او لا يفعل كذا 

كنت في اجتماع الخدمه اتحدث عن الامانة في الخدمة  عندما دلفت فتاة غريبة  جميلة 
وهنا همس الصوت في اذني ان اغير موضوع العظة الي التكريس و البتولية
فبدأت ب " من يتزوج يفعل حسنا و من لا يتزوج يفعل احسن "
و غير المتزوج يهتم بما لله 
و بدأت اقوال اباء ما بعد نيقيا  تنساب الي العظة  بطلاقة
فالهدف من الزواج هو فقط  عدم الوقوع في الخطية
ان تتزوج خير من ان تتحرق
وحتي في الزواج يجب ان يمارس الانسان ضبط النفس 
فكما قال العظيم اغسطينوس 

"كل ممارسة زوجية بغير هدف انجاب الاطفال تعتبر خطية

حقيقة لم اعرف يومها كيف استطعت تذكر  كل هذه الآيات و اقوال الاباء

فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَحْتَجُّونَ أَوْ بِمَا تَقُولُونَ،  لأَنَّ ******  يُعَلِّمُكُمْ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا يَجِبُ أَنْ تَقُولُوهُ

*************************

مع استمرار  توافد الرحلات و الظهورات و احاديث الاعلام حولها  بدأت الجهات الامنية تهتم 
فذات ليلة رأيت الشاب المجنح  يقول لي  لا تخف انا معك  لا اهملك ولا اتركك
وفي الصباح وجدت رائدا ما  من امن الدولة يطلب مقابلتي فقابلته  ووجدته يتحدث معي بادب مبالغ فيه  يخفي غضب وكراهية مبالغ فيها ايضا 
يتحدث عن ضيقة اهالي قريتنا من الرحلات و الزوار و الصخب الذي يفعلونه و ضيق رؤسائه بالضجة الاعلامية  حول الظهورات  وضيق الامن بالضغط الامني وانه يجب انهاء هذه القصة سريعا حفاظا علي الوحدة الوطنية و السلام الاجتماعي في قريتنا السعيدة الهادئة
هنا قلت له  بادب حازم او بحزم مؤدب 
الظهورات التي تحدث لا سلطة لي عليها  و الضيوف القادمين  لا استطيع  ان امنعهم من المجئ 
هنا سقط قناع الادب عن وجهه و صاح  كده انا عملت الي علي  و انا بقي مش مسؤل عن الي هيحصل لك 
هنا فوجئت بفمي  يتحدث ويصيح  : لأ  انا الي مش مسؤل عن الي هيحصل لك انت   لانك انت الي  عاوز تولع البلد  و توقع ما بين الناس 
وكان صوتي عاليا  حتي ان باب المكتب فتح و دخل الناس بدون استئذان ليروا ما يحدث
هنا خرج الرائد غاضبا  الي سيارته  ليعود الي مقر عمله
ولم يصل   فقد وصلت الاخبار عن تعرضه لحادث في الطريق  اودي بحياته
وهنا تطوع الاخ رضا  - باركه الرب - بنشر الخبر علي الانترنت

فصار خوف عظيم

*********************
بعد عدة ايام اتت مذيعة شهيرة لزيارتي دخلت المكتب لتحكي لي مشكلة خاصة  بها لم  اعلنها 
و اثناء دخولها  صورها الاخ رضا  ونشر علي النت موضوع كبير حول مرض حفيدها و شفاءه بواسطتي
مما اوقعها في مشاكل جمة مع عائلتها و رؤسائها 

*********************

اجتماع ممل عادي  آخر للجنة الكنيسة  ملئ بارقام و اموال  و حسابات  لا يختلف عن امثلته السابقة غير في ارتفاع الدخل  بدرجة غير مسبوقة 32000 جنية مصري مكسب  المكتبة في هذا الشهر المعجزي  الفضيل 

 في هذا الشهر الكريم بلغ مكسب للكانتين  44500 
دفاتر التبرعات  - صناديق التبرعات  - مواد عينية بالاضافة للاموال  قدمت الي لجان البر
و كالعادة تم زيادة  مخصصات كل من المكتبة و الكانتين مع الاهتمام  اكثر بالصور  و الابليكات و الانتيكات و التحف   و الهدايا  وما شابه مع   تقليل الاهتمام بالكتب بالنسبة للمكتبة 


*************************
جاءتني ام باكية بابنتها  تطلب الصلاة لاجلها  فهي قاربت الثلاثين ولم يتقدم لها حد
فرفعت عيني لاجول في الارض و الجبال المحيطة بها
و  في نفس لوقت استمع الي حديثها عن السحر وحسد الجيران لجمال ابنتها : ثقيلة الاحمال ,الممتلئة ككنيسة في وقت مولد , المرهبة كجيش بالوية, السوداء كخيام قيدار, المعشوشبة الوجه و الاطراف كغابات السافانا
كدت ان انصحها بان تهتم  بمعالجة الفتاة جماليا لولا ان دوي ذات الصوت في اذني
ان خلال اسبوع سيكون شريك حياتها المعد للحظة و الساعة و اليوم و الشهر 
فنهيت الجلسة بالصلاة و بنقل الرسالة
و قد كان 
و كالمعتاد اتت وسجلت المعجزة صوتا و فيديو و كتابة لتضاف الي كتب و شرائط المعجزات 

***********************

اسمها امونة  وهو اسم  -ان كنتم لاحظتم- قديم جدا لا يتفق مع جمالها ولا مع عينيها الخضراوتين  وبكل تأكيد لا يتفق مع طموحها الواضح في لمعة عيونها
من احدي قري الفيوم التي ذكرها في وقت ما رحالة ما  مثل "فانسليب" او غيره ثم سقطت من ذاكرة الناس
ذكرت امامي  عظة قداس كنت قد  غيرت موضوعها الي البتولية وقالت أن هذه هي رسالة الله لها  و أنها تريد أن تكرس حياتها لخدمة المسيح في هذا المكان
فقمت بارسالها الي المطرانية الي صاحب النيافة ليتخذ هو ما يراه مناسبا من الاجراءات
واكملت يومي في صنع المعجزات و العجائب و اخراج الشياطين و تزويج العوانس وشفاء المرضي ....الخ
**************************
دخل  رضا مهرولا  ينبئني بمجئ رجل الاعمال الشهير صفوت بك اللاهوني  صاحب مجموعة اللاهوني الشهيرة للمنتجات الغذائية - و ايضا العلاقات النسائية الكثيرة و بعض منهن في الوسط الفني -
يطلب صلاتي لاجل اصابته بسرطان البروتستاتا - و  هذا المرض نتيجة طبيعية جدا لاسلوب حياته التي عاشها  للحدود القصوي-و بدأ يتحدث عن رعبه من العملية التي قرر السفر لاجرائها في كاليفورنيا - الولايات التحدة
عن خطورتها في حالة الفشل علي حياته او الاشد ضررا وخطرا علي اسلوب حياته تأثيراتها الجانبية في حالة نجاحها   
وهنا دوي الصوت   - كالعادة - ان ارشمه بالزيت و اعطيه قطعة قطنه بالزيت ليدهن نفسه بها  و أن اطمئنه بانه لا داعي للعملية
فاخذها و انحني علي يدي  ورحل ما بين مصدق و متمسك بامل  في عودته الي اسلوب حياته  و بين مكذب يتمني ان يكون مخطئا

*************************
دوي صوت  السيدة جميانه -احدي اهالي كفر السماوي- و ابنة الكنيسة و هي ارملة بلا ابناء وبلا عمل و بلا صحة
تقريبا  و تلاه صوت الاخ رضا  :يصيح بشئ ما عن مشغوليتي و اني لم اتناول غذائي بعد  و ان تأتي في يوم آخر
فخرجت و طيبت خاطرها  و استقبلتها و امرت رضا بان يحضر شيئا ما يؤكل لي و لها
فذهب  و بدأت هي في الشكوي من ورم  بدأ يظهر في صدرها مسببا احتقان وزرقان وآلاما لا تطاق فيه
فسألت هل ذهبت الي طبيب فاجابت بلا انت عارف البير و غطاه و اردفت انها شاهدت في التلفاز طبيبا يتحدث عن سرطان الثدي 
هنا دخل رضا حامل صينية بها ربعي دجاجة فوق طبقين من الارز  و انصرف
فغمغمت  جميانه في خفر :انها قد اكلت فالححت عليها فتناولت بضع معالق من الارز ثم توقفت  فصحت   باني ساغضب ان لم تنهيه فخضعت و اكلت
قلت من فم ملئ بالطعام ساصلي من اجلك و سأرسلك الي الدكتور ايهاب  ليتابع حالتك و بعد ان انتهينا من الطعام صليت لها و اعطيت لها انبوبة زيت  ثم اتصلت بالدكتور ايهاب اوصيه عليها و اخذت منه موعد زيارتها له  و عرفته  الا يطالبها باي تكاليف  و ان  اية مصاريف او تكاليف مطلوبة فسأرسلها له

لكن لماذا لم يحدثني الصوت بخصوصها ؟؟؟؟؟

***************************
   هوي ابني بيشوي  فوق المقعد و هو يعرق كقطعة ثلج في يوم حار
يلهث فيهتز كطبق جيلي ضخم  اثناء زلزال
وله عذره فقلبه ورئتاه كحكومة دولة مبتلاة بالانفجار السكاني
فأني لهما أن  يقدرا علي توفير الهواء و الجلوكوز و
 ال ATP
  الي مليارات  الخلايا الدهنية تلك باالاضافه للخلاية العادية  - ان كان قد بقي بعضها في كرة الجيلي البشرية تلك  - خاصة بعد تلك الرحلة في هذا اليوم الحار من مدينة العاشر من الرمضان حيث يعمل  محاسبا في احد المصانع
هنا  بدأت امه ببناء جسر جوي من المطبخ  لامداده و  زوجته و اطفاله بالماء و الطعام   بما  يفضل عنه .
و استمر علي جهاز الشحن  عفوا  يزدرد الطعام  و الماء و الحلويات نحو  نصف ساعة 
قبل ان يفتح فاه بالشكوي المعتادة  عن  متاعب العمل و بعد المصنع  عن العمران  و تجاهل رؤسائه لعبقريته  الحسابية الفذة 
كدت ان انبهه ان  الكثير من زملائه اصحاب التقديرات الاعلي يعملون  افراد امن  و امناء مخازن و مندوبي مبيعات 
لكني اكتفيت بان غمغمت  :"ربنا يدبر والاقي لك حاجة احسن "

*****************************
دخل صفوت باشا اللاهوني الي مكتبي بما يشبه الرقص  سعيدا بان التحاليل  الأخيرة اظهرته خاليا تماما من المرض
واراني التحليلات وتقارير الاطباء قبل و بعد لمعجزة
وسجل تفاصيل المعجزة كتابة بعد ان رمز لنفسه  ب " ص  ك " لكي يقطع الطريق امام من يحاولون استنتاج شخصيته من الحروف الاولي  ووضع في يدي شيكا باربعة اصفار  اتصرف بها كيفما شئت مع وعود  بان مهما طلبت و في اي وقت اطلب فهو تحت امري  مع توقيع  لكل وعد بعدة قبلات علي يدي
وهنا  ذكرت له ان ابني بيشوي تعبان في شغله  و انه محاسب شاطر
فقال لي ان  جل  من يعملون لديه  خريجي الجامعة الامريكية او الالمانية و اغلبهم حاصلين علي الماستر او ال PHD 
لكن سيكون ابني استثناءاً و لن يقل عنهم في المرتب
وقال قبل ان ينصرف ان  سيارتي نقل آتيتان  محملتين   بخيرات شركاته لتموين الكانتين و لجنة البر 

*********************************
خلال لقائي بصاحب النيافة  ابلغني  باختياره للاخ رضا لرتبة الكهنوت ليساعدني انا و قدس ابونا بولا 
و ايضا بمجئ ثلاث مكرسات تحت الاختبار  للخدمة في الكنيسة تاسوني مريم و تاسوني نوال و تاسوني سوسنة
و فعلا  بعد اسبوعين  وجدت الثلاث مكرسات  و فوجئت بان  امونة  قد صارت  نوال  و ان  سيدنا  و قد غير اسمها و ساعدها في الاجراءات القانونية  لتغييره 
فقسمت الخدمة ما بينهم  فاعطيت مريم الكانتين و المكتبة لأمو  -آسف - لنوال - و المشغل لسوسنة 
و بدأ الاستعداد لاستقبال سيدنا   لرسامة الاخ رضا  كاهنا


**********************************
 نوم هادئ بلا احلام 
بلا شباب شديدي الوسامة يتساقط الريش من اجنحتهم 
نوم هادئ
انتهي  بهزات خفيفة من يد زوجتي  تيقظني لاستعد لقداس رسامة الاخ رضا
حيث يحضر اسقفنا المحبوب و معه اسقفين آخرين لرسامة الاخ رضا فاكملت طقوس يومي و ذهبت و بالكاد استطعت ان ادخل الكنيسة المزدحمة استقبالا للاحبار الاجلاء و احتفالا بكهنوت الاخ رضا  مجهول الاسم الكهنوتي حتي الآن و سعيا لنوال بركة المكان  و طمعا في ظهور ريشة أو جناح        

و انتهي القداس  بذهاب الاب الموقر برسوم الي الدير لقضاء فترة الخلوة الاربعينية حيث يتسلم خلالها طقوس الصلوات و يستعد بها لحياة الخدمة الي الممات 

*********************************

عدة  اشهر  من امطار طالبي المعجزات  و الحلول السهلة  و جني  ثمار المعجزات من ال " اراخنة المعتبرين في الكنيسة" و هو  التعريف الرسمي الذي تعتمده كتب البيعة   لكبار التجار و الاغنياء و الواصلين  من  المسيحيين
لم  يكسر روتينها   إلا بعض اشاعات   عن تردد  القس  برسوم   الي منطقة  قلالي  المكرسات ولم يكسر تلك الاشاعات الا دوي الصوت  
بآيات و اقوال عن عدم الادانة
**********************************
قابلتني السيدة جميانة  بعد اختفاء عدة  اشهر  و لم اعرفها  و قد اصابها الوهن و تساقط  شعرها
اجلستها  و جلست  اسأل عن اخبارها
فابلغتني ان الحالة شديدة التدهور و لن تنفعها عمليات الاستئصال لانتشار الخلايا السرطانية في باقي جسمها
وظل الصوت  في داخلي صامت   كمقبرة مغلقة  في  اعماق جبل
فدهنتها بالزيت  ووعدتها بالصلاة لأجلها
و صليت
و صليت
وصليت
الي ان صليت علي جثمانها  صلاة الجناز

و ظل الصوت  صامتا بخصوصها
لا يبالي
*********************************

***********************************
و انهمرت  الايام  اسابيعا و شهورا و سنينا  مملة  ما بين معجزات و طالبي معجزات و صانعي معجزات و
مستفيدين من المعجزات

بقلم لورانس و وليم 
يتبع