Search This Blog

Friday, June 7, 2019

الباردة


أذابت الدخان في هواء البار   متجاهلة هؤلاء المحملقين فيها مفترسين تفاصيلها بأعينهم الجائعة 
فقد اعتادت منذ سنين  ألا تأبه للفشلة 
بتمهل احتست مشروبها و قامت تقرع بكعبيها الأرض  بايقاع بطئ  أذاب أعصاب الكثيرين  من الرواد 

بعد خطوات قليلة خاج البار  سمعت أسمها بلهجة روسية ثقيلة لم تسمعها منذ  خطت هذا البلد 
- كاتيا
لم تسمح للدهشة أن تتجاوز حدود أفكارها 
فاستدارت بهدوئها الثلجي ببطء تعمدت أن يكون أكثر من المعتاد
هنا لم تستطيع  كتمان انفعلاتها الجياشة التي انفجرت في داخلها كالبركان
فرفعت أحد حاجبيها - وهذا أمر لو تعلمون عظيم -
- ليونيد
لم يكن ليستطيع أبدا أن يجاريها أو حتي يقترب من ثلجيتها
لكنه برغم هذا أجاب بهدوء قدرما أستطاع
مقيدا  يديه من خلف ظهره
- ومن غيره  ؟
هزت رأسها  مودعة 
- جيد أنك بخير 
هنا انفجرت براكينه مطلقة أحدي يديه لتغطي يدها البيضاء الرقيقة كأنها حمم بركان فيزوف يغطي بومبي
- أنتظري
تهربين كعادتك
دعينا نتناول بعض  الطعام كالأيام الخوالي

لم يعكس وجهها الثلجي أي شئ رغم  أنها تركته يقودها الي مطعم يبدوا لا بأس به 
كان يحكي عن أعماله و انجازاته و مغامراته ورحلاته
وكان وجهها لا يعكس إلا فقط القليل من الملل 
كانت فقط عائمة فوق كأس النبيذ ضمن مافيه من ثلج  الي أن طرقت أذنها كلمة ماروشكا

ماروشكا اللئيمة
ماروشكا القبيحة
ماروشكا الهاربة من الجحيم
ماروشكا التي سرقت منها ايفان
ماروش..
بلهة سألت ماذا عنها
أجاب ببطء - و قد قرر الانتقام من برودها -   ألم تكوني تنصتي 

هي و ايفان هنا  منذ اسابيع

اتسعت عينيها كفم طائر صغير يطلب الطعام من والدته
ببطء سادي صب ليونيد لنفسه كأس و التقط بعض الثلج ووضعه فيه
و أخذ يرجه في هدوء مستمتعا  بظهور تعبير ما علي وجهها 
بلهفة -  : و كيف هما 
- اكثر من رائعين 
صمت ليرتشف ببطء و باستمتاع رشفة 
- مازالا شابين  وكأن سنينا لم تمر
أعمالهما منتعشة جدا فقررا قضاء شهر عسل جديد هنا
فجأة صمتت أغنية La vie en rose
و بدأت تدوي أغنية 
ochi chernye
و دار المكان حولها وبها متبدلا لساحة قريتها
ووجدت نفسها تسقط بالمقعد  وتحاول استعادة توازنها
*******

 ثعبان بلاستيكي يسكب محتويات أنيابه  في ذراعها
سحرة الغابة السوداء  يستدعون الشياطين بتعاويذهم اللاتينية ذات اللكنة الفرنسية
الفرنسية
تنزلق ببطء الي أسفل منطقة الشفق  لتجد ثعبانها بلاستيكي يصب سائل ما الي عروقها 


 و طبيبان و ممرضة يقولون أشياء ما بمصطلحات لاتينية تصلح لكتاب نيكرونوميكون  و تصلح  قائمة طعام فرح يوليوس قيصر و كليوباترا

*******
ممرضة تستأذنها لدخول زائرة
وجه جميل مبتسم  يدخل  ويصيح
كاتيا أيتها البدينة  ماذا فعلت بنفسكيا حمقاء -
-ماروشكا  قالتها و كأنها تقئ 
- اجابتها لا  تتعبي نفسك 
في القيام و لا الرد
تغيرتي جدا يا فتاة  فقدت الكثير من الدهن  و صرتي  حورية
لن أرهقك  الآن  يكفي أنني اطمأنيت عليك 
سأتركك لترتاحي و اراك  غدا
أنتهت

بقلم لورانس و وليم

No comments: