بينما كان رمسيس الثالث يراقب استعدادات جيوشه
كانت هناك حروب حقيقية تدور رحاها داخل رأسه
هؤلاء الشردان و غيرهم من شعوب البحر قاموا بهجمات في عصري جده رمسيس الثاني و ابيه مرنبتاح
و لم يكن لهم أثر كبير فهجماتهم في سوريا دحرها الحيثين و في مصر دحرها ابوه و جده
و لم يكونوا ذوي خطر حتي ان سلفيه استغلا فلولهم ضمن جيوشهم
لكن هذه المرة تختلف
لقد اجتاحوا سوريا
كانوا وقتهما مجرد رجال بحر لديهم بعض المهارة
لكنهم علي الأرض جنود غير مدربين
لكن بعدما اصبحوا مرتزقة لدي ابي وجدي و لدي اللوبيين و الحيثيين و غيرهم
اجادوا فنون الحرب أولا
وثانيا فهموا أساليبنا الحربية و خططنا و أسلحتنا .
عندما أعلن الملك أفكاره لقادته و مستشاريه وافقوه
فكبارهم سنا شاهدوا منهم مرتزقة لدي والده مرنبتاح و ايضا قابلوا منهم مرتزقة في جيوش الأعداء , فهم يعلمون خططنا و أساليبنا و اسلحتنا
فكان قرار مجلس الحرب هو ارهاقهم بحروب العصابات
بمجموعات من الجنود تشن هجمات خاطفة و سريعة عليهم حتي تحين ساعتهم .
أرسل رمسيس الثالث لممالك النوبة الخاضعة له يامرهم بارسال جنود
و أيضا الي اللوبيين في الغرب
بينما كلن جنوده يستمرون في الضربات السريعة المؤلمة و الكمائن برا و بحرا
كان يعتمد علي اخفاء رماة الأسهم في أحراش الدلتا و يمطر سفنهم بالاسهم المشتعلة
او يقتل البحارة و الجنود الظاهرين مما قلص قواتهم و تفوقهم العددي جدا
لم يشتبك معهم في منطقة مفتوحة بل تعمد دائما استدراجهم الي فخاخ و كمائن
حتي انتهي خطر شعوب البحر نهائيا
ومن تبقي منهم تم أسره و تجنيدهم في الجيش أو بيعهم عبيدا.
لكن الثمن كان فادحا لتلك الحرب
مدن باكملها ابادها رجال البحر في آسيا
انتهت امبراطورية الحيثيين
و أبيد تماما شعوب البحر فلم يذكروا ثانية
أما مملكة الشمس برغم النصر
فتكلفة الحرب من البشر و الأموال كانت مهولة
حتي أن عمال البناء طيبة لم يحصلوا علي أجورهم و بالتالي قاموا بأول اضراب سجل في التاريخ
و بالتالي اضطر رمسيس الثالث الي زيادة الضرائب
وكمحاولة لتعويض النقص السكاني نتيجة الحرب قام بتوطين بقايا شعوب البحر في المناطق النائية .
تايا نائمة أو شبه
سكرانة بالألم و الفقد
فوق القارب
في أحضان هابي إله النهر
تايا تناجي القمر
ابنك أحمس
ما عاد
أكنت مخسوفا
أم كنت خلف الغمام
أم لعلك تركت السماء للظلام
.
القارب يهتز
ويصعد أحمس من الماء
صرخت يا مجنون ألا تخاف من التماسيح
قال من حارب الشياطين و انتصر
أيخاف من بضعة تماسيح
أنتهت
بقلم لورانس و وليم
No comments:
Post a Comment