Search This Blog

Wednesday, December 28, 2011

في ليلة عيد


مقدمة لا فائدة منها الا الاستطراد و بامكان سريعي  الملل ان يتجاوزوها
و ان كنت اعتقد ان الفضوليين سيدسوا انوفهم  و ربما عويناتهم المحموله فوقها  في تلك المقدمة 


لو قرر المسيح ان يولد ثانية  في عيد الميلاد القادم 7-1-2012
تري  هل  سيجد لنفسه مكانا  في الكاتدرائية الفخمة  بكل من فيها من جنرالات  الجيش و ايديهم الملوثة بالدماء  و رجال الدولة المعارضين لحرية بناء الكنائس  و رجال الاعمال اصحاب الكروش المتضخمه
و اعضاء الاحزاب المطالبين  بتهجير المسيحيين الي امريكا و كندا او فرض الجزية عليهم

تري  هل  سيستطيع  النجار البسيط  يوسف  و الفتاة القروية البسيطة مريم  يواقيم  ان يحصلوا  علي دعوة لحضور  قداس  عيد الميلاد 
تري هل سيجدوا لهم مكانا  بين المدعوين  بين   سياسي  و مهم و غني  و صاحب نفوذ   و قريب لهذا الاسقف او
ذاك القمص

و هذه قصة شبه حقيقية  شبه رمزية
تتكرر في كل قداس  و لا نراها
و تحدث في كل كنيسة
حتي ايام الرسل  فاعلنها القديس يعقوب



يا اخوتي لا يكن لكم ايمان ربنا يسوع المسيح رب المجد في المحاباة.


فانه ان دخل الى مجمعكم رجل بخواتم ذهب في لباس بهي ودخل ايضا فقير بلباس وسخ

فنظرتم الى اللابس اللباس البهي وقلتم له اجلس انت هنا حسنا وقلتم للفقير قف انت هناك او اجلس هنا تحت موطئ قدميّ

فهل لا ترتابون في انفسكم وتصيرون قضاة افكار شريرة.

اسمعوا يا اخوتي الاحباء أما اختار الله فقراء هذا العالم اغنياء في الايمان وورثة الملكوت الذي وعد به الذين يحبونه.
واما انتم فاهنتم الفقير.أليس الاغنياء يتسلطون عليكم وهم يجرّونكم الى المحاكم.
أما هم يجدّفون على الاسم الحسن الذي دعي به عليكم.



انتهت المقدمة المملة
و ابدا الآن في قصة اكثر املالا  منها
لورانس  


في ليلة  عيد

الساعة الرابعة  عصرا  
و جو القرية  الممطر  الموحل  ينبئ بليلة عاصفة
و تتساقط رخات المطر  خافتة  كغطيط طفل  مصحوبة بصوت رياح خافتة  كنفس  ام الطفل  النائمة  بجواره 

و الكل  مختبئ  في بيوته 
ولا يوجد اي دليل علي الحياة في تلك القرية  


الا 

صوت  خطوات المعلم  منير  و هو يهرول الي الكنيسة  بين الاوحال و الامطار  

في جلبابه  المعتاد  و هو يضم تلفيحته حول رأسه  

مسرعا الي الكنيسة  

المغلقة
فينادي  علي حارسها
يا عم عطية

لا رد
فيكرر مثني و ثلاث  و رباع
بلا اي جدوي  
فيعلو  صوته حتي يسمع صوتا متململا  نائما  

ايوة  ثواني  
يتبعه صوت سلسلة مفاتيح 
ثم يفتح الباب
-كل سنة و انت  طيب
-و انت  طيب يا سيدي ايه الي جباك  بدري    
- تسبحة العيد  
- طيب ما كنت تبقي تصليها في الهيكل بسرعةو تريح دماغك و دماغي  
- حاضرالعيد الي جاي 
و هم عطية باغلاق الباب  لولا ان استوقفه المعلم منير  خليه مفتوح يمكن حد من الشمامسة يحب  يجي  يصلي معايا 
فتركه عطية و هو  يقول شئ ما عن صومايل المخ التي نعمت مع التقدم في السن و شيئا آخر عن مين المجنون الي هيجي في الجو ده  

و بدأ في صلاة مزامير الهوس  الفرايحي الخاص  بالعيد  
و معه ارتفع صوت الامطار و الرياح و حيانا الرعد  

و خيل له ان صوت الرياح  يرنم معه لحن تين ثينو
و العجيب ان الرياح  تجيد القبطية  و ترتل معه بصوت رخيم  اشبه بصوت البشر 

لانه ببساطة  صوت  بشر

فتوقف ليتأكد  
و هنا  وجد  رجلا  كبيرا في السن  و معه  سيدة شابه حامل و اوشكت علي الولاده  في نهاية الكنيسة  يرتلان معه  
فتوقف و طلب منهما الاقتراب  ليشتركا  معه  في الصلاة  
و فعلا بدا  الرجل  العجوز في مرابعة معلم الكنيسة  الي ان قاربت التسبحة علي الانتهاء  و توافد الشمامسه بملابسهم الجديدة  و نظروا للعجوز  بملابسه الرثه و لحيته النامية  
مما اشعره بحرج  فمال علي اذن المعلم  
-معلش  هاستاذن علشان اشوف الجماعه محتاجين حاجة ؟

و استمر في الصلاة  متابعا  اصوات الشمامسة المتجملة 
و صرعاتهم الخفية  من احلاهم صوتا  و من اكثرهم حفظا  
من يجلس اين
و هنا فوجئ بجلبة في الكنيسة  
- ايه الي قعدكم هنا   
ايه  بس
- الدكك الاولانية مخصصة لاعضاء مجلس الشعب و الناس الي جاية تهني  بالعيد و انتوا وسختوها 

بهدومكم الجربانة دية  

فالقي المايكروفون في يد احد الشمامسه  ليكمل بدلا منه 

و ذهب  الي عطية  

ايه يا عم عطيةدولة  ضيوف ما يصحش نزعق لهم  
يعني اتعب انا و انضف الكنيسة علشان الزوار و هم يبهدلوا البلاط و الدكك 
- ولا يهمك انا هاساعدك  في التنضيف 
و قام  بتطييب خاطري  الضيفين  
ثم  قام بتنظيف المتكآت الاولي تاركا الشمامسه  يكملون صلاة التسبحه 

و هنا  سمع صوت اقرب للرعد  
لكنه مجرد وقع اقدام قمص الكنيسة
صاحب المقام الكبير و الكرش الكبير و الوزن الثقيل  

- ايه  الي بيحصل ده  مش منبه عليك  تبتدي تنضيف  بعد  قداس البرامون  
- صدقني نضفت  بس فيه ناس  داسوا في الطين و بهدلوا الكنيسة  
مشيرا الي الضيفين  بطرف عينيه  

- طيب و مين الي دخلهم  مش يمكن يكونوا حرامية و لا هرابانين و لا عاملين عملة و يجيبوا لنا مصيبة 

و بصرامة  جنرال نازي اتجه اليهم 
بوجه متجهم  
اهلا بيكم  كل سنة و انتم طيبين  
انا القمص برسوم  كاهن الكنيسة
و حضراتكم مين ؟؟

- انا اسمي يوسف
و دية مراتي  مريم

ازاي اصلا  حد  قي سنك يتجوز عيلة  من دور بناته  كده
عموما اسيبك  دلوقتي علشان الصلاة  


و بدأت تلاوة القداس  و معه بدأ توافد   عارضات الازياء و عارضيه علي الكنيسة كل  يفخر  بملابسه و منظره
مع الكثير  من الشمامسه

و الكثير من صرعات  ايهم افضل صوتا و اقرب  مكانة من قمص  الكنيسة و ايهم اقرب  ليتم ترشيحه للكهنوت

مع بعض النظرات المسروقة هنا و هناك  الي تلك الفتاة او الاخري


اما حوش الكنيسة فحدث  و لا حرج
جماعات من المراهقين و جماعات اخري من المراهقات
و ثنائيات  و رباعيات و سداسيات

و اما تحت الاسكيني  " القبة " او ما يسمي بالخورس فلم يختلف الامر كثيرا
الكثير من المتنافسين و الكثير من الاصوات  التي تحاول ان ترتفع و الكثير من المتقربين من المعلم
و الكثير من افتعالات الدهش الروحي  مع اغماض العيون و البكاء المصطنع  من  قمص الكنيسة و تلاميذه المقربين

خصوصا عند توجه الكاميرا  الي وجه القمص


و انتهي القداس   عند البعض بالتناول  ليسرعوا الي  لقاء حبيبة طال الاشتياق لها   طوال الصيام
الا و هي
اللحوم

و عند البعض الآخر  بالتزاحم  للحصول علي الاولجيا "لقمة البركه  " مقبلين يد القمص  متمنين له  عيدا سعيدا
فيجيب عليهم  بفتور   او بحماسة  حسب  مكانتهم الاجتماعية

و في  وسط  تقدم العجوز  يوسف  الي القمص  يهنئه بالعيد
و يستمع الي رد  اقرب الي همهمة ما
كل *ن * و ان* *يب

ثم مال علي اذنه يستأذنه في المبيت  في الكنيسة  او في احد  قاعات خدماتها حتي الصباح

 لا ينال الا رفضا  متحججا  بانه ممنوع لاسباب  امنيه

فيخرج  كسير القلب  منتظرا  امرأته

بين الصقيع و الامطار

و كعادة المعلم منير  انتظر  حتي خلع الكاهن ملابس الخدمة  ثم خلع هو تونيته  و قام  باغلاق المايكروفونات  و الانوار  ثم  اغلق باب الكنيسة  و ساعدعم عطية في اغلاق الباب الخارجي
و هم بالركض الي بيته لولا ان استوقفته
كومة من الملابس  في هذا الجو  ترتعش
و كادت الرياح ان تنتزعها من فوق  العجوز يوسف و امرأته
فاقترب منهما مرتعشا
- ايه الي قعدك هنا يا عم يوسف ؟؟
- اصلي ما لقيتش  مكان انام فيه
- طيب  انت تنورني  و تباركني النهارده
- بس  اخاف اكون ضيف تقيل عليك
- ازاي  ده انت تباركني  و ما تخافش  انا و مراتي  في البيت وزهقانين من وشوش  بعض  و انت هتيجي  تباركنا و تفرحنا بالعيد
و هكذا استمر الحديث  حتي وصلوا الي بيت المعلم  الريفي الطابع و قامت زوجته
بفتح الباب
و دعته و ضيفيه الي الدخول
فقادهما الي  الحمام  لغسل الايدي  و في نفس الوقت اسرعت زوجته بتقديم  ملابس  بيتيه  مريحه له و لزوجته
و اقتادتهما الي حجرة  ليغيرا  الملابس فيها
ثم اقتادتهما ثانية الي مائدة  فقيرة في طعامها  غنية بكرم اصحابها  و هي تقول شئا ما عن اللقمة الهنية التي لابد ان تكفي مائة  و عن النور الذي  اضفاه  وجودهما معه
و اكتفي الضيفان ببضع لقيمات  برغم الحاح  المعلم وزوجته
ثم قاما لغسل ايديهما و توجها الي غرفتهما

و عندما اوي  المعلم  الي فراشه  و امتدت  ايدي النعاس الي جفيه  فوجئ  بقرعات علي باب الغرفة
فترنح الي بابها و فتحه ليجد  العجوز يوسف  يخبره بان حمل زوجته اوشك علي الانتهاء  و يستأذنه بان تأتي الجماعه  لمعاونة جماعته
فايقظها  و قامت  تهرول  وراءه  الي غرفة الضيوف
لتجد  طفلا  صغيرا  علي الفراش  

و تقترب  منه  ذاهلة  لتتأمله
فتجد  ثقوب في يديه و قدميه
و تسمع صوتا  حنونا يقول



تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم
35 لأني جعت فأطعمتموني . عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني
36 عريانا فكسوتموني. مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي
37 فيجيبه الأبرار حينئذ قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا فأطعمناك، أو عطشانا فسقيناك
38 ومتى رأيناك غريبا فآويناك، أو عريانا فكسوناك
39 ومتى رأيناك مريضا أو محبوسا فأتينا إليك
40 فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر ، فبي فعلتم
41 ثم يقول أيضا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته
42 لأني جعت فلم تطعموني. عطشت فلم تسقوني
43 كنت غريبا فلم تأووني. عريانا فلم تكسوني. مريضا ومحبوسا فلم تزوروني
44 حينئذ يجيبونه هم أيضا قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا أو عطشانا أو غريبا أو عريانا أو مريضا أو محبوسا ولم نخدمك
45 فيجيبهم قائلا: الحق أقول لكم: بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر، فبي لم تفعلوا
46 فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي والأبرار إلى حياة أبدية

انجيل متي  اصحاح 25
34 - 46  


انتهت  

بقلم  

لورانس  و وليم  

No comments: