Search This Blog

Wednesday, November 9, 2011

السعادة الصناعية



السعادة الصناعية 


عندما تتحول الضحكات  المرحة المنطلقة من القلب  الي بضعة اقراص   من مضادات الاكتئاب   , عندما تمنع دموعك  التي تدل علي انك انسان   باستعمال اقراص من المهدئات   ,  عندما  تمنع غضبك الطبيعي   باقراص تهدئ اعصابك   عندما تصاب بالقلق   و  ستعين  باقراص الفاليوم  و اشباهه لتسقط في غيبوبة  عندما  تجبر نفسك علي الضحك  باستعمال هذه الزغزغة الكميائية   عندما   تحبس شلالات دموعك  باستعمال  تلك السدود الكميائية   عندما تقيد قلبك    بهذه الاغلال الكميائية   فتتحول من انسان  يشعر   و يتألم   يضحك و يبكي  و يثور و يغضب   يرضي و ينقم    يحب  و يكره   و يتذكر   

الي مجرد زومبي   يعطي مشاعر فقط حسب الطلب   جثة لا تغضب و لا تثور    لا تشعر و لا تتألم  لا تبكي  و لا تتفاعل مع الطبيعه    لا تلمس قلبها قطرات المطر  فتغسله مما علق به من اتربة   الي جثة   اشجار قلبها    لا تغسلها امطار البكاء  لا تغذيها شموس الفرح   و لا الموسيقي و الغناء الي جثة  غابات قلبها نباتات صناعية    خضرتها بلاستيكية   بلا شمس او ماء    عندما تموت المشاعر   الطبيعية   و يبقي فقط    كيماويات الاحساس  حسب الطلب      ثلاث  حبات لقتل مشاعر الحب    و حبة زرقاء  او ورديه   للجنس  الصناعي  حسب الطلب    فالحب  ساقط تحت  تأثير المهدئات  و ما بقي   فقط بعض القات  



عندما تفقد الصلوات قوتها  و يتبقي فقط  بضع تعاويذ وثنية   فقط وجوه حجرية  تدلي منها شعيرات    لحي  منمقة و مضمخه   بدماء  بكوريات مغتصبة   و جلابيب  سوداء  او بيضاء     و اكف مرفوعة   ملوثة بدماء  و غابات من الكنائس  و المساجد الحجرية     مليئة بالجثث مليئة بالعبيد و الاماء   و آلاف الكتب   تأمر  افعل هذا   لا تفعل ذاك      كل هذا و لا تأكل ذاك   انكح تلك و انكح ذاك   ارضع  لبن هذه  و املأ بلبنها فاك    فالآن عصر اللا انسان   فالآن عصر  اللا كيان    فالروح مكانها  ليس هنا    و زمانها ليس  لآن    فالآن موت  فهنا موت   فهنا دانيال يحاكم بتهمة   انقاذ سوسنة من الشيخين   فهنا سوسنة  تسكر  لتحسن مزاجها  في احضان  

الحاخامين   فالآن عصر النشوة الصناعية    فالآن عهد  بورصة النخاسة العالمية  

ألا يعلن كل هذا 
ان الانسان قد مات  
ان الانسان قد تحول الي 

مجرد جماد  
يتم تحريكه بواسطة المهدئات و المنبهات و المنشطات  

الا يعني هذا ان 
ادني حيوان احتفظ بحريته  بطبيعته  بقدرته علي الحزن و البكاء  بقدرته علي الرفض بقدرته  علي الغضب  
ارقي مما تحولنا اليه


بقلم 

لورانس و وليم 

No comments: