قبلته هيكارومي بطعم السكر و الملح قبلة القمر الوليد و الشمس فكانت أشباح الأمس حلما ببرودة ليل لندن و هو الآن في بين ذراعي المحيط غارق في دفء شمس الجزيرة و قبلاتها
فكان مساءا و الآن صباح و رأي أن مافعلته هيكارومي حسن .
عندما عاد الليل كان قد نسي كل شئ عن البارحة , أو هكذا ظن حتي وجد ما دونه أمس :
كين وات جين
كالا, كالا كلاجين
كان كارا, كارا كيم
يا أبناء الظلام
جاء , جاء الظلام
قد مات , مات القمر
وهو غارق بغير ارادة في ترديد النشيد الجحيمي الذي سمعه أمس بهدوء و صمت في مخيلته أولا , ثم في همس خاشع بدأ يعلو و يتصاعد كأنها موسيقي كارمينا بورانا : يهمس و يتصاعد صوته كصراخ أهل بومباي وهم يحترقون تحت حمم اتنا .
ما أن أفاق من حالة النيرفانا التي اعترته إلا عندما صاح به أحدهم
: لماذا استدعيتنا أيها الغريب
لماذا استدعيتنا و في السماء القمر الوليد
قالها احدهم بصوت رنين الجليد
قالها و كان صوته رنين يطن في عظامه و أعصابه
هكيف قالها ؟ و هو – ان كان ذكرا – بدون يظهر له فم
كان له جسم عملاق بشري أو شبه
برأس أكثر استطالة ينتهي بمجسات , عينان أكبر بلا انف وله خياشيم علي جانبي رقبته
بصوت يهتز كالنيران أجاب لم أستدعيكم و كيف أستدعي ما لا أعرفه
أجابه الجهل ليس عذرا و لن يكون
مع نهاية عمر القمر لنا ستكون .
استيقظ صباحا نصف مغمور بالماء علي شاطئ الجزيرة – التي لم تعد جنة – وحوله يتقافز كيتاوا كالجنادب :
ماذا فعلت أيها التعس لقد أيقظت الأحاد القدامي
كانوا يكتفون بليلة في الشهر , لكنك جلبتهم الي نور القمر وبعد ذلك الي نور الشمس
يتبع
بقلم لورانس و وليم
No comments:
Post a Comment