Search This Blog

Saturday, March 26, 2011

السي دي الملعون




السي دي الملعون

في ليلة تقيلدية من تلك الليالي التي لا يميزها شئ الا بضع برك من بقايا الامطار الا من عواء كلب هنا او هناك يضخمه– العواء لا الكلب- الفراغ و الصدي القادم من الجبل عدة مرات فتخاله عواء ذئب
انها ليلة مبشرة حقا فلو قفز فأر امام ضوء مصباحك المحتضر لاصبت فورا بنوبة قلبية

و يسقط ضوء كشافي علي شئ لامع فيعكس من عليه الوان قوس قزح السبعة

مستدير هو كعملة نقدية متسخ هو كأطفال الشوارع انحني لالتقته فاذ هو سي دي ألعل به بعض الاغاني ام احد الافلام
امسح ما به من طين في معطفي الصوفي الثقيل في ذات معطفي الذي تسخر منه زوجتي و تصفه بكلماتها اللاذعة بمعطف الخفير
حكة و الثانية و قد زاد توهجه
مجرد سي دي برئ آخر مما يطلق عليه المعربون قرص مدمج فيخرج من تحت الارض معرب آخ و يقول لا اسمه القرص الليزري و يصيح ثالث بل هو اسطوانة مدمجه و تتطاول السنتهم كانهم في احد برامج التوك شو ولا تنتهي مشاجراتهم
الا بظهور الفنار المعدني الطويل الصدئ ذو المصباح المتهالك متقطع الاضاءة كمصابيح افلام الرعب

هل قلت فنار ؟؟؟ ربما لكنه عمود النور الصدئ الذي ينبئني بقرب البيت و طبعا بقرب الدفء و بقرب موعد العشاء
بيد من الجيلي المهتز اخرج المفتاح و اتحسس مكان الفتحه كضرير يحاول لاول مرة القراءة بطريقة برايل ثم احاول ايلاجه مرة و ثانية و في الثالثة افلح و اديره مرة و ثانية و في الثالثة يفتح
اغلقه ثانية بثلاث تكات ثم اخلع نعلي بما حملا من طين و تراب و افتح باب الشقة باحثا عن اقرب طعام و اقرب منام ملعقة من تلك الحلة و قضمة من هذا الرغيف و قطعة من هذا الاناء او تلك كاي ضبع ينهش قطعة من جيفة ما ثم اذهب لابدل ملابسي البمتله باخر دافئات مريحات مناسبات للنوم و القي بنفسي علي فراش تشغل ثلاثة ارباعه زوجة نكدية لا تكف عن السخرية يقظة و الشخير نوما



صباح آخر تقليدي يبدأ بزوجتتي الرقيقة توقظني و هي تقول شيئا ما عن الناموسية الكحلي و عن سبع
البرومبة متوعدة بافطار نووي ملئ بالفول و البصل و الفجل و الجرجير يعقبه كوب من الشاي ليحرمني مما في الوجبة السابقة من حديد حفاظا علي معدلات الانيميا في حدود ما تنشره وزارة الصحة المصرية

اذهب الي عملي عبر نفس الطريق الذي اختلف تماما تحت ضوء الشمس
اختفت اشباحه و ذئابه
و تحول ذئب البارحه الي كلب ودود ينتظر ما تلقيه النساء من مخلفات و بقايا الطعام
اصل العمل و اقوم بصنع شاي الصباح لهذا و كابتشينو الصباح لتلك و و احضار سندوتشات الفول و الطعمية لاولئك

و تمتد يدي الي جيبي و تصدم يدي بسي دي البارحه

هنا يصيح الباشمهندس بكر بصوته الاجش : القهوة
و المهندس بكر – لمن لا يعلمون – لا يفعل اي شئ الا الجلوس امام الكومبيوتر او كما يسميه المعربون الحاسب الآلي الي ان يتفتق عقل عبقري آخر عن كلمة الحاسوب و يخرج ثالث بكلمة العقل الالكتروني ...الخ

اذهب اليه بالقهوة في يد و بالسي دي في الاخري فيقول تعليقا بذيئا ما عن الافلام الثقافية

فضحكت مجاملة خوفا من انتقاص ما يعطيه من بقشيش و قصصت عليه قصة هذا السي دي و بعد تفكير قال فلنري
فتح سواقة الاقراص المدمجه التي نصر نحن العوام علي ان نسميها السي دي درايف ووضع السي دي و فتحها و لم يجد بداخلها الا ملف فيديو واحد اسمه SUBLIMINAL.MPG
و قام بتشغيله فاذ هو صور سريعة لا تكاد تدرك احداها فتتغير الي الاخري و اصوات كالطنين و الازيز

و الغريب العجيب اني اخذت بهذا الهراء اخذا وتناسيت كل شئ كأني في سِنًة او نوم
اضواء تقفز من الشاشة مباشرة الي عقلي اصوات تمخر عباب ذهني و فجأة كما بدأ الفيديو انتهي

فقط هناك رغبة ملحة ان انشر هذا الفيديو للجميعا طوعا او كرها يجب ان يشاهده الجميع
استيقظت من افكاري عندما صاح بي المهندس بكر ان انادي الاستاذ عمرو فاتيت به و تركتهما يشاهدان الفيديو و قمت الي اعمالي
بين مشغول و متابع فمجلس الادارة اجتمع لرؤية هذا الفيديو و انتهي بقرار دعوة عامة للموظفين جميعا لمشاهدة هذا الفيديو


ليلة تقليديية اخري

السماء تمطر و لكني امشي الهويني
الكلاب تنبح و لكني لا آبه بها
تبا لقد نسيت الكشاف و لكني لا آبه
وصلت البيت وضعت المفتاح في الباب من اول محاولة دخلت و اغلقته و نمت قرير العين

صباح تقليدي آخر
نفس الطريق نفس الاشخاص
فقط اطفال هاربون من مدارسهم يتشاجرون امام احد محال الانترنت
اطفال كاي اطفال لولا بريق ناري احمر في عيونهم يحاولون دفع فتي آخر الي داخل نفس المحل

مقهي بلدي يتجمع عليه عجائز القرية و العاطلين من الشباب يعرض فيديو غريب به صور سريعة جدا و اصوات طنين و ازيز و ايضا لاحظت نفس البريق الناري الاحمر في عين المعلم صاحب المقهي

وصلت العمل و امضيت يومي في احضار الشاي لهذا و الكابتشينو لتلك و سنتدوتشات الفول لاولئك
و فوجئت باثين من الموظفين يمسكون الاستاذ عدلي المحاسب بعد عودته من اجازة ليومين و يدخلونه بالقوة الي مكتب الباشمهندس بكر
بعدها خرج الاستاذ عدلي و في عينيه نفس البريق الناري الاحمر

ليلة تقليدية اخري
اعود من العمل بكل همة و نشاط اسير بهدوء و لا آبه لا للظلام و لا للكلاب
ادخل و افتح الثلاجه و ابدا في التهام الطعام بهدوء و احاول النوم بلا فائدة

صباح تقليدي آخر
قررنا نحن سكان القرية اجبار القري المجاورة علي مشاهدة الفيديو اياه فاستقللنا جميع وسائل المواصلات المتوفرة و حملنا كل ما لدينا من كومبيوترات و تليفزيونات و اجهزة فيديو و ذهبنا الي مقاهي القري القريبة و بدانا في عرض الفيديو اياه و لم نكتفي بهذا بل قمنا بايقاف الذاهبين الي اعمالهم و اجبرناهم علي المشاهدة باجبار العشم اولا او حتي بامساكهم و اجلاسهم كرها للمشاهدة
و عندما جذب هذا التجمهر انظار الشرطه جاء خالد باشا ظابط النقطه فقمنا بتشهيده و طلبنا منه ان يحكم فيما بيننا و عرضنا عليه هذا الفيديو وطبعا عرضه علي رؤسائه

برنامج تليفزيوني تقليدي آخر
جاءنا اتصال من اهالي احدي القري يتساؤلون فيها عن صحة هذا الفيديو

عالم تقليدي آخر
نقلا عن قناة ال سي ان ان
يقول مراسلنا في مصر ان التغيرات الخطيرة التي حدثت في مصر سببها هذا الفيديو الخطير و سنعرضه عليكم بعد قليل

بقلم لورانس وصفي و ليم

No comments: